سيدة فاضلة تحيا هي وزوجها وأولادها حياة مسيحية، أسرة طيبة متدينة مواظبة على العبادة ومحبة للخدمة.. 

     جاءتني يوما باكية تقول: لي جارة غيرمسيحية وهي مريضة مرض الموت، 

 

     عندها سرطان وهي الآن في أيامها الأخيرة .

 

 قلت لها مراحم الله واسعة، وجسد الإنسان مسكين وضعيف .

 

 وكيف يعمل الإنسان في مثل هذه الظروف وهو محروم
من المسيح .. من أين تأتيه تعزية   وكيف يكون له رجاء وهو ليس له
 

 

نصيب في المسيح!!
 

 

قالت لي السيدة الفاضلة: لكنها تود أن تراك.

 


قلت لها : من قال لك هذ ا؟ قالت: هي طلبت مني. قلت: وهل
تعرفني؟ قال: نعم.
قلت: كيف؟ قالت لا أعلم ولكنها تعرفك بالإسم .. قلت: لو تسنى
لي وقت، أزورها.
  
 

 

ومضى أسبوع وكنت في مشغوليات كثيرة . قابلتني السيدة
 

 

الفاضلة مرة أخرى تتوسل إليّ... لماذا لم تحضر؟ المريضة منتظرة
بفارغ الصبر وحالتها إلى أسوأ. قلت لها : ماذا أصنع لها؟ أشعر أنني
مكتوف الأيدي. كيف أزور بيت غيرمسيحي؟ لماذا لم يحضر زوجها ليدعوني إلى بيته؟
قالت السيدة أن زوجها يعمل مدير قطاع في المحلة الكبرى وهو
معظم الوقت خارج المدينة . وهذه الأيام يحضر كل كام يوم.. ظروفه
صعبة وهي ظروفها أصعب... وعلى كل حال كانت تكلمني عن زيارتك
وزوجها حاضر ولم يبد أي اعتراض بل قال أهلا و سهلا في أي وقت.
اضطررت تحت إلحاح هذه الأخت أن أذهب معها لزيارةجارتها. دخلنا المنزل وفتحت هذه الأخت باب شقة المريضة لأنها أعطتها

مفتاح شقتها لأنها ملازمة الفراش ولا تقدر أن تفتح لأحد. ها أندلفنا إلى
الداخل، حتى صدمت برائحة كريهة تنبعث من داخل الشقة. شيء
لايطاق... تحاملت على نفسي ودخلت إلى الحجرة حيث كانت السيدة
المريضة. كانت سيدة في الخمسينات من عمرها . ورغم أنها طريحة
الفراش ومريضة مرض الموت إلا أنها تبدو جميلة المنظر، وقد علمت
أنه قد أُجريت لها منذ سنة عملية استئصال الثديين، وأنها عولجت بالأشعة

فاحترق جلدها، وأن رائحة النتن التي تملأ البيت تنبعث من جراحاتها
المتقيحة، وأنهم مهما سكبوا من روائح طيبة في المنزل أو على فراشها
فإن الرائحة النتنة تطغي .. شيء مؤلم للغاية!
جلست إلى جوار فراش المريضة، سلمت عليها، أخذت يدي
تقبلها، وعيناها تدمع. تأثرت في نفسي، ورحت أكلمها عن مراحم الله وأن
ما يسمح به الله في حياة الناس من أمراض ببد أنه لخير الإنسان ... وأن
القديسين تألموا وصبروا على الآلام وتكلمت عن تجربة أيوب الصديق في
كلمات قليلة، وهي تنصت دون تعليق، فلا مجال لكثرة الكلام فهي في
مرحلة متأخرة، ولكنها بكامل انتباهها ووعيها.
 

انتظرت السيدة المريضة حتى انتهيت من كلماتي القليلة ثم
استأذنت الأخت المسيحية وبنتها اللتان كانتا واقفتين قائلة : ممكن تتركوني
مع أبونا وحدي لمدة دقائق؟ استجابت السيدتان للحال وخرجتا إلى خارج الحجرة.
 

 

أدارت السيدة وجهها نحوي ونظرت إلىّ نظرة عميقة، ثم
انفجرت في بكاء ومرارة، لم أر في حياتي إنساًنا ينحصر في الحزن وهو
في شدة مرضه مثلما رأيت في مثل هذه السيدة. كاد قلبي ينفطر وأنا أرى
منظرها المؤلم ... لم يكن أمامي شيء أفعله، فأنا لا أ عرف سبب انفجارها
في البكاء هكذا، حاولت أن أهدئها بكلمات تعزية، وهي تشهق بالبكاء،
وبالكاد نجحت أن أُسكتها وقلت لها تكلمي بدون بكاء لكي أفهم وأعرف
كيف أُجيبك.

تمالكت المسكينة نفسها وقالت: "يا أبي أنا مسيحية، وقعت هذه الكلمات على نفسي كالصاعقة. ولكني أطرقت ببصري إلى الأرض وقلت: نعم. قالت أنا أخت الدكتور فلان (وهذا الدكتور أنا أعرفه من القاهرة).
 

 

 

كان عمرى 16 سنة، زوجني والدي لرجل لبناني ثري جدا يبلغ
 

 

الخمسين من عمره . وكنت و قت ذاك فتاة صغيرة وجميلة ولم تكن ليّ خبرة في الحياة. وكان هذا الزواج غير موفق على الأطلاق بسبب الفوارق غير العادية في كل شيء، والتفت حولي بعض صديقات السوء من السيدات،
شجعنني على ترك بيتي وهكذا، إلى أن تزوجت بزوجي المسلم هذا...
 فعلت كل شيء في عدم إدراك. وكان هذا من أكثرمن ثلاثين سنة . ولكن عادت تبكي بمرارة وتقول : لم يغب شخص يسوع عن نظري و قلبي
وحياتي ولم يغب صليبه عن ذهني. صدقني يا أبي ولا يوم واحد من أ يام حياتي.
 

 

أنجبت ولدين عمدتهما سرا، وكنت أعلمهما منذ نعومة أظفارهما
 

 

 الحياة بالمسيح والإيمان به، وكبرا وتعلما وهما الآن بالخارج يعيشان حياة
مسيحية فاضلة . وها أنا كما تراني طرحني المرض للموت، وكما ترى ياأبي ها أنا أنتن وأنا بعد حية ... يا ويحي، يا قاوتي... أنا أستحق أكثر
من هذا... أنا تنكرت لإيماني... أنا جحدت مسيحي. والحق يقال أنني في
تلك اللحظات القليلة أصبحت أمام قصة توبة فريدة من نوعها .. فهذا هو
الهزيع الأخير... ولكن إلهنا يخلص ويحيي من الموت ماقد هلك.

 
عادت السيدة تسألني بنفس كسيرة هل بعد كل هذا يوجد رجاء؟
 

سرت في نفسي قشعريرة رهيبة وانبرى لساني ينطق بكلمات
رجاء وقوة لم أنطقها في حياتي. تمثلت شخص مخلصنا الصالح وهو
يفدي غنمة صغيرة من فم الأسد. كاد يبتلعها، بل قد مضى زمان الافتقاد
وها هي على حافة الهاوية. ولكن مبارك الله "الذى يخلص نفسي من
الموت وعينيّ من الدموع ورجليّ من الزلل".
 

 

قلت: إن مخلص اللص اليمين قائم وحاضر وقادر، ومبرر
الفجارقائم من الأموات وأن خطايانا مهما تعاظمت لا تقوى على الوجود،
إن نحن التجأنا بإيمان وتوبة للقادر أن يخّلص إلى التمام . وبمثل هذا
 الكلام كنت أعزيها.
 

 


 أشرق وجهها بنور رجاء ... وكانت عيناها تسح دموعًا كالنهر.
 

 

ولكن وجهها كان مرتاحًا وملامحها تغيرت كمن أشرق عليها الشمس.
قالت متسائلة بنبرة عجيبة : أنا أثق في كل كلمة قلتها ليّ أن
الرب يقبلني. فهل تناولني ما حرمت منه أكثر من ثلاثين سنة؟ قلت لها
بكل تأكيد. قالت: ضع صليبك عليّ وحاللني. وقفت لأصلي التحليل، ولم
أتمالك نفسي من البكاء ... وانصرفت على أن أعود إليها في الغد لكي
أناولها. 
 

 

أسرعت إلى أبينا بيشوي كامل... أخبرته بكل شيء، ملك علينا   التأثر، وأخبرته عما فعلت وعما وعدتها به من أجل التناول.. قال ليً أبونا بيشوي دعنا نصلي لكي يمد الله في أجلها إلى الغد حتى تتناول
فتتعزى نفسها وترقد على الرجاء . وقد كان... صليت قداسا في الصباح
 الباكر وذهبت مع الأخت المسيحية وهي منذهلة ماذا حدث؟ وألف سؤال يدور في رأسها. دخلنا إلى السيدة... شكرت المسيح أيما شكر إذ وجدتها
منتظرة، متيقظة، عندما دخلت حجرتها أغمضت عينيها وبكل ما ملكت
 من قوة قالت مبارك الآتي باسم الرب . صليت وناولتها ولم أر في حياتي هذا الفرح في أحد يتناول.
 

 

 لا أنسى ذلك اليوم ما حييت وكأن هذه الساعة لم تكن من ساعات هذا العالم، بل هي حًقا يوم من أيام السماء على الأرض.
فرح الرب بخروفه الضال شييء رهيب لا يُعبرعنه، بل هو
 يدعو من في السماء ومن على الأرض يقول : "افرحوا معي فقد وجدت خروفي الضال".
 

 

  مررت بنفس الشارع بالليل وجدت سرادق مقام للعزاء ومقرئين
 

وزحمة من الناس فالرجل زوجها يشغل منصبًا كبيرًا. قلت في نفسي إن
التراب للتراب أماالنفس المفدية فقد انطلقت مفداة مخلصة منقذة من جميع
الخطايا.. ولا علاقة لما يعمله الناس أو فكر الناس، بعمل الله وفكر الله.
خطرعلى بالي قول الرب "دع الموتى يدفنون موتاهم، أما أنت
فاذهب وبشر بملكوت الله

 

الأم العظيمة

     قصة حقيقية 

 

بينما أنا جالس في عيادتي ، إذ بسيدة تدخل حجرة الكشف معها طفلة جميلة عمرها لم يتجاوز 5 شهور ، قالت لي الأم بلهفة : أرجوك يا دكتور سعد أن تطمئني ، أنا شعرت أن ابنتي مارتينا عينها غير طبيعية ، قد تكون هذه مجرد شكوك بسبب قلقي الزائد عليها  ، هل نظرها ضعيف ؟ هل تحتاج إلي نظارة مستقبلا ؟

 

قلت لها : سأطمئنك حالا بعد الكشف ، وبدأت في اختبار نظرها و وجدت إنها لا ترى حتى الضوء ، ثم أجريت لها فحص قاع عين و....

 

يا للمصيبة ! إنه الورم السرطاني الذي يصيب شبكية العين بالأطفال (Retinoblastoma    ) و يؤدي ليس فقط لفقدان البصر بل قد يمتد إلي المخ عن طريق العصب البصري مهددا الحياة وقد ينتشر في الدم لباقي أجزاء الجسم ، إن الأمر في غاية الخطورة و يستدعي استئصال العين بأسرع ما يمكن.

 

لقد تعودت أن أصارح المرضى بحقيقة الأمر ولكني هنا شعرت إني في مأزق رهيب ، كيف يمكنني أن أبلغ أم بضرورة استئصال عين فلذة كبدها.

 

قلت لها و أنا متألم : إنها قد تحتاج لعمل عملية سريعة و للتأكد من هذا الأمر ، نأخذ رأي أ. د. أحمد م. ب.

 

قالت لي بلهفة شديدة : و هل هي عملية مضمونة ؟ هل ستبصر ابنتي ؟ شعرت أن لساني قد انعقد و وقفت الكلمات في حلقي وقلت لها : الله يعمل الخير.

 

لم تمض أيام حتى جاءت السيدة المعذبة وهي تقول لي في أسى شديد شعرت به في عيونها الحزينة : لقد عرفت الحقيقة كاملة وذهبت لعدة أساتذة وعملت الفحوصات اللازمة ( رنين مغنطيسي وموجات فوق صوتية وأشعة مقطعية ) و قد طلب مني أحد الأساتذة 3 آلاف جنيه للعملية لأنها تحتاج لمهارة خاصة حتى لا يترك أي جزء من الورم يساعد على انتشاره ثانية.

 

قلت لها في أسى : علينا الامتثال لإرادة الله ، ولكنها أردفت قائلة في حزم شديد  وإيمان عجيب : أن أثق في محبة الله لي و سأعود لك قريبا لأقول لك عن نتيجة ما عزمت أن أفعله ، قلت لها : يجب أن تخضع مارتينا للعملية سريعا قبل أن يمتد الورم لباقي أجزاء الجسم.

 

كان ذلك في 28/ 4/ 2002 و بعد يومين فقط أي في 30 / 4 / 2002 وجدتها أمامي تحمل طفلتها قائلة : أرجوك أن تفحصها ثانية ، فكرت في نفسي : ما أهمية تكرار الفحص وما الذي سيستجد في يومين ؟ ولكني بالطبع لم أملك أن أرفض.

 

بدأت في فحص العين المصابة وإذا بي أجدها طبيعية تماما ، أصدقكم القول إن شعر رأسي وقف !! 

 

 قلت لنفسي لعلها العين الأخرى ، ففحصتها ووجدتها سليمة تماما ، تفرست في وجه السيدة باندهاش شديد ، فوجدتها تضحك بسعادة غامرة ، قلت لها : ماذا حدث ؟ أجابتني : أبو سيفين. ثم بدأت تحكي قصتها قائلة : لقد دبرت مبلغ الـ3000 جنية بصعوبة شديدة لكني لم أذهب به للطبيب بل ذهبت لكنيسة أبي سيفين بالإسكندرية و طلبت منه بمرارة وألم ولكن بعشم شديد ، قلت له : ( أنت اللي حتعمل العملية لبنتي ) و قدمت له المبلغ كله مقدما و لم أفكر لحظة ماذا سيحدث لو أردت أن أدفع هذا المبلغ للعملية ؟  و عدت وأنا أشعر بسلام عميق ، و في الصباح شعرت أن مارتينا شفيت  وأردت أن تكون أول طبيب تفحصها لأنك أول طبيب رأيتها

لم أصدق نفسي ، ليتمجد اسمك يارب ، إن عصر المعجزات لم ينته وصممت أن أرسلها ثانية لـ أ. د. أحمد م. ب. الذي اتصل بي على الفور ليتأكد من إنها نفـس الطفــلة التـي أرسلتها له و أجريت لها نفس الفحوصات التي سبق أن أجرتها في دار الأشعة بالإسكندرية و أثبتت خلوها من أي ورم.

 

عظيم أنت يارب الذي تتمجد في قديسيك.

 

 

 

يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة  

 

( مت 15 : 28 )

 

Top of Form

 


 

 

 
يتهلل قلبنا مع إنشاء كنيسة جديدة، مقدمًا الشكر للَّه الذي يقبل أن يقيم له بيتًا، يعلن عن سكني اللَّه وسط شعبه، فيتطلع بروح الرب إلى الأعماق مشتاقًا أن يتجدد كل يومٍ، بكونه هيكل اللَّه وروح اللَّه يسكن فيه (1كو16:3).
أين يُبني بيت الرب؟
قيل إن أخًا تطلع إلى وفرة حصاده فشكر اللَّه على عطاياه، ثم قال في نفسه: "إن أخي المتزوج هو أكثر احتياجًا مني إلى هذا الحصاد، أحمل إليه مما وهبني إلهي... أعطيه مما ليس هو ملكي!" وبالفعل حمل بعضًا مما لديه وذهب إلى حيث حصاد أخيه ووضعه هناك.
شعر الأخ بفرح شديد وسعادة داخلية، فقرر أن يكرر الأمر في الليلة التالية، وبالفعل عاد متهللاً كأنه في السماء! كرر الأمر للمرة الرابعة والخامسة... وكان حصاده لا ينقص بل يزيد!
َ في إحدى الليالي إذ كان يحمل مما لديه منطلقًا إلى حيث مخزن أخيه وهو يسبح اللَّه فرحًا رأى شبحًا وسط الظلام: رأى إنسانًا يحمل أيضًا محصولاً... يقترب منه. إنه أخوه!
ألقى الاثنان ما يحملانهما وتعانقا... لقد اكتشفا أن كل منهما كان يحمل مما لديه لأخيه، حاسبًا أنه أكثر احتياجًا منه! هنا التقى القلبان الملتهبان حبًا، الشاكران للَّه والمسبحان له...
في هذا الموقع بُني هيكل سليمان كما جاء في التقليد اليهود!
أتريد أن تساهم في بيت الرب؟
أتريد أن تبني بيت الرب؟
قدّم حبًا لأخيك، احمل إليه حياتك مبذولة لأجله، فيقبل اللَّه عبادتك، وتسابيحك، وتشكراتك، ويقيم ملكوته في داخلك (لو21:17)، ويعلن سمواته فيك، وتحمل شركة الطبيعة الإلهية (2بط4:1)، أي شركة سمة حب اللَّه الفائق للبشرية، وتتمتع بشركة السمائيين الذين لغتهم الحب والفرح والتسبيح غير المنقطع!
حيث يوجد الحب الأخوي الصادق يقيم الرب بيته الخفي، ويعلن مجده، وتصير للرب المسكونة كلها!
زيارتي لأحد المرضى بالمستشفي الجامعي بالإسكندرية تعرفت على أستاذ جامعي غير مسيحي، قال لي إنه صديق البابا كيرلس السادس، تعرّف عليه هو وأسرته وأصدقاؤه حين كان طفلاً. قال لي:
"كنا نحبه جدًا وهو راهب بمصر القديمة...
نخشاه، لكن نجرى إليه كأب لنا،
فنتمتع ببشاشته وملاطفته.
أتعرف ماذا كان والديّ وأصدقاؤهما يقولون عنه؟
إنه ليس من هذا العالم!
هكذا يُبني بيت الرب فينا فنشهد للعالم أننا بيت سماوي!

أشتم أحد المزارعين في الريف الغربي .. رائحة دخان قوية ، ففتح قناة الأخبار المحلية بالراديو فعلم أن النيران قد إشتعلت على بُعد أميال قريبة من مسكنه ،وإشتعلت في حقول القمح الواسعة ، وذلك قبل نضج محصول القمح بحوالي أسبوعين ،ويعلم المزارع جيداً أنه متى إشتعلت النيران في القمح في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها .
ولقد عرف أيضاً المزارع أن الرياح تتجه نحو حقله وبالتالي ستنتقل النيران بسرعة الرياح إلى حقلة ، فبدأ المزارع في التفكير كيف يحمي حقله وبيته وحظيرته فعلم أخيراً إنه يقوم بحرق أجزاء من حقلة حتى إذا وصلت النيران لها لم تجد شيئاً تحرقه وبهذا يحمي بيته وحقله وحظيرته .
وبدأ المزارع بالفعل يحرق جزء فجزء بهدوء وبسرعة ليحمي حقله وبيته حتى إنتهى المزارع من حرق أجزاء من الحقل ولكنه إكتشف إنه يجب حرق حقله بالكامل لإنقاذ بيته وحيواناته .
أخيراً تمكن المزارع من حرق حقله بالكامل بيديه ولكن ليفتدي بيته وحيواناته وعندما إنتهى من ذلك بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب لأنه فقد محاصيله بيديه.
ولكن رأى شيئاً غريباً :: دجاجه شبه محترقه وقد بسطت جناحيها وتطلع إليها بحزن .. فقد طارت بعض من ألسنة اللهب إلى تلك الدجاجة لتحرقها .
فبدأت الدموع تنساب من عينيه وهو يرى طائراً قد مات محترقاً بلا ذنب :: وبحركة لا إرادية بدأ المزارع يحرك الدجاجة بقدميه .
إذ يجد المزارع مجموعة من الكتاكيت الصغيرة والتي كانت الدجاجة تحميهم من ألسنة اللهب وقد أحاطت هذه الدجاجة بجسمها صغارها لتحميهم وفضلت أن تموت محترقه وإستسلمت للنار لتفدي صغارها .
وإحترقت الدجاجة دون أن تحرك أحد جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمي صغارها
فبينما المزارع حزين على خسارته المادية !! فرفع المزارع بعينيه نحو السماء وهو يقول :ـ " مخلصي الحبيب .. الآن أدركت معنى كلماتك
كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها
(لوقا 34:13)
+++


أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطيه سلمت جسدك للموت بفرح لتمل نيران الغضب عن خطاياي ،ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة