طباعة

أشتم أحد المزارعين في الريف الغربي .. رائحة دخان قوية ، ففتح قناة الأخبار المحلية بالراديو فعلم أن النيران قد إشتعلت على بُعد أميال قريبة من مسكنه ،وإشتعلت في حقول القمح الواسعة ، وذلك قبل نضج محصول القمح بحوالي أسبوعين ،ويعلم المزارع جيداً أنه متى إشتعلت النيران في القمح في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها .
ولقد عرف أيضاً المزارع أن الرياح تتجه نحو حقله وبالتالي ستنتقل النيران بسرعة الرياح إلى حقلة ، فبدأ المزارع في التفكير كيف يحمي حقله وبيته وحظيرته فعلم أخيراً إنه يقوم بحرق أجزاء من حقلة حتى إذا وصلت النيران لها لم تجد شيئاً تحرقه وبهذا يحمي بيته وحقله وحظيرته .
وبدأ المزارع بالفعل يحرق جزء فجزء بهدوء وبسرعة ليحمي حقله وبيته حتى إنتهى المزارع من حرق أجزاء من الحقل ولكنه إكتشف إنه يجب حرق حقله بالكامل لإنقاذ بيته وحيواناته .
أخيراً تمكن المزارع من حرق حقله بالكامل بيديه ولكن ليفتدي بيته وحيواناته وعندما إنتهى من ذلك بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب لأنه فقد محاصيله بيديه.
ولكن رأى شيئاً غريباً :: دجاجه شبه محترقه وقد بسطت جناحيها وتطلع إليها بحزن .. فقد طارت بعض من ألسنة اللهب إلى تلك الدجاجة لتحرقها .
فبدأت الدموع تنساب من عينيه وهو يرى طائراً قد مات محترقاً بلا ذنب :: وبحركة لا إرادية بدأ المزارع يحرك الدجاجة بقدميه .
إذ يجد المزارع مجموعة من الكتاكيت الصغيرة والتي كانت الدجاجة تحميهم من ألسنة اللهب وقد أحاطت هذه الدجاجة بجسمها صغارها لتحميهم وفضلت أن تموت محترقه وإستسلمت للنار لتفدي صغارها .
وإحترقت الدجاجة دون أن تحرك أحد جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمي صغارها
فبينما المزارع حزين على خسارته المادية !! فرفع المزارع بعينيه نحو السماء وهو يقول :ـ " مخلصي الحبيب .. الآن أدركت معنى كلماتك
كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها
(لوقا 34:13)
+++


أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطيه سلمت جسدك للموت بفرح لتمل نيران الغضب عن خطاياي ،ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة