.. تساءل التلاميذ : يا معلم من أخطأ : هذا ام ابواه حتي ولد أعمي ؟ .. أجاب الرب يسوع : لا هذا ولا ابواه لكن لتظهر أعمال الله فيه . ( يو 9 : 1 – 3 ) و هنا يظهر لنا الله حقيقتين كبيرتين : 1-أن الصليب لازمة من لوازم الحياة و الالم جزء ضروري منها لا يمكن ان نتحاشاه .. و لا يمكن لاحد ان يهرب منه فالقديس و الخاطئ كلاهما يتالم فالمسيح نفسه لم يستثن من الالم ( فيما هو قد تألم .. عب 2 : 18 ) 2-أن الالم لا يقف بمفرده .. فهناك فوائد خلاصية لهذا الالم و من الممكن ان يتمجد الله من خلاله .. فالمولو اعمي كان لديه الالم ( الحقيقة المره ) و لكن هناك حقيقة أخري كشفها الرب يسوع حين قال : ( لتظهر أعمال الله فيه ) .. حيث سطع نور الرب علي هذا الاعمي و طرد الظلمة و تمجد الله من خلال هذه المعجزة.. .. لأننا نعلم أن الله يعمل في كل الأشياء ( بما في ذلك الالم ) للخير للذين يحبونه .. (رو 8 : 28 )

هذا رآه يسوع مضطجعا و علم ان له زمانا كثيرا ( يو ٥: ٦)

بينما هو ينظر الى الماء راجيا فيه الشفاء ، لم يفكر فى شخص ربنا يسوع الذى شفى كثيرين ، و لا صرخ كغيره ارحمنى يا ابن داود ، و لا مد يده ليلمسه وسط الجموع ليبرئ ، و لا حتى نظر اليه بعين مشتاقة.

.. هذا رآه يسوع ..

هو مضطجعا سجين جسده العليل الثقيل و نفسه المحطمة من الالم و الوحدة . هو سجين اماله فهو لا يستطيع ان يتخيل الشفاء خارج البركة . بل و سجين يأسه لان طول الزمن يدغدغ الآمال .

 هو سجين الرقم (٣٨) فهو رقم يعبر عن النقص لان (٤٠) رقم عشرى يشير للكمال ، فهو ينقصه عددين ليصل للكمال . ماذا ينقصه..؟؟

ينقصه ملاكا من السماء يحرك الماء ، وهذا هو العمل الالهى .. و ينقصه انسان يلقيه فى الماء و هذا هو العمل البشرى ..

.. فجاء اليه المسيح الاله المتجسد ففيه العمل الالهى و الانسانى ..

فالمسيح حينما رأى البشرية مضطجعة و علم ان لها زمانا كثيرا ، جاء فى ملئ الزمان ليمنحها الشفاء الكامل . 

اليوم انت تكشف لنا يارب عن رعايتك فأنت الشفاء و الشبع و الكمال .. فعبارة أتريد ان تبرأ كانت شفاء للنفس اليآسة .. و عبارة قم احمل سريرك و امش كانت شفاء للجسد العليل .. و عبارة ها انت قد برأت فلا تخطئ ايضا كانت شفاء للروح الخاطئة .. 

ايها الطبيب الحقيقي اشف امراض نفوسنا و اجسدنا و ارواحنا .. فأنت رجاء من ليس له رجاء و معين من ليس له معين عزاء صغيري القلوب ميناء الذين فى العاصف .. لك المجد ..

لقد قاومت السامرية فى البداية محاولات الرب يسوع فى الكلام مع المسيح ولكن مع طول اناته وحبه واشتياقة لخلاص نفسها لم تستطع ان تقوم اهتمامه وحبه هكذا يااحبائى علينا الا نقاول عمل الرب معنا ونفتح قلوبنا لعمله لكى ما يسقينا من الماء الحى فلا نشرب من ماء هذا العلم الذى لن يروينا ابدا بل نشرب من ماء الروح القدس الذى يروى نفوسنا اليوم تعيد الكنيسة بعيد البشارة

من اشهر اسابيع الصوم التي يعرفها شعبنا بكل تفاصيله و تاملاته هو الاحد الثالث من الصوم الكبير " أحد الابن الضال " . وهذا الاحد له معاني روحية عميقة تفيدنا في صيامنا و علاقتنا مع ربنا و لكي نكون محددين نذكر بعض النقاط الجميلة في هذا المثل لاجل فائدتنا ..

النقطة الاولي : ان الله يحبنا و حبه اعطانا حرية و لا ياخذها منا ابدا حتى لو كان يعلم اننا سوف نخطئ .. ففي مثل الابن الضال قسم الاب ميراثه حسب طلب ابنه الغير مناسب و قدم له النصيحة في صورة الوصية كما يقدمها لنا ابونا السماوي و لكن لما اصر الابن علي طلبه أعطاه ابوه حسب رغبته ..

النقطة الثانية : و هي طول اناة الله علي اولاده و علي اخطاؤهم و انتظاره في اي وقت لرجوعه مره اخري . ولهذا كان هذا الاب الذي يمثل ابونا السماوي يتطلع دائما لعوده ابنه بعد كل ما فعله و أخطأفي حق نفسه و في حق ابوه و لكن هذا هو الحب الذي يطيل الاناه لذلك قال بولس الرسول في رسالته لكرونثوس " المحبة تتأني و ترفق " ..

النقطة الثالثة : و هي فرح هذا الاب بعودة ابنه و لم يكن له كلمة واحدة عما فعله او اخطأ به بل بالعكس قدم له كل مشاعر الحب و مظاهر الفرح بعودته من ذبح العجل المسمن و اعطاه الحلة الجديدة بالتوبة و البسه خاتم في يده لانه رجع بتوبته كابن حقيقي لابوه ..

ليتنا يا أحبائي في هذا الاسبوع نتعلم ان نطيل اناتنا علي كل من يخطئ في حقنا كما يصبر الله علينا..

يشابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها و قبل ان يحاربه الشيطان كما يحارب كل البشر فحاربه في احتياج الجسد أولا .. و هو الطعام فقاومه الرب بقوله ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ..

وحاربه ثانية بحرب العظمة الشخصية بان يلقي بنفسه من فوق جناح الهيكل لكي تحمله الملائكة بحسب الوعد الكتابي فأجابه رب المجد لا تجرب الرب إلهك ..

وحاربه ثالثة بحرب القنية ان يعطيه كل ممالك العالم إذا سجد له فرفض رب المجد قائلا مكتوب للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد ..

ليتك تقرأ كتابك المقدس فتجد فيه سلاحا ضد كل حروب العدو ونصرة من الذى جرب اولا فيقدر ان يعين المجربين ..